منتدى القرآنيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
Admin
Admin
المساهمات : 150
تاريخ التسجيل : 14/01/2019
https://bennour3.ahlamontada.com

الزكاة ليست على الاغنياء فقط Empty الزكاة ليست على الاغنياء فقط

السبت فبراير 09, 2019 6:00 am
الموضوع  :  الزكاة ليست على الأغنياء فقط


كثيرا ما يأمر الله بالصلاة والزكاة معا كقوله ( ... وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ... ) وهذا ما تجده في الكثير من السور والكثير من الآيات ، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر إذا أقيمت بحقها ، فهي التي تساعدك عندما تهم نفسك أو يوسوس لك الشيطان بسيئة فتقوم هي حينها فتنهاك وستظل تؤنبك ولا تتركك تطمئن حتى تقلع عن تلك السيئة ، فإن الصلاة تذهب عنك الكثير من السيئات ولعل ذلك قوله سبحانه ( ... وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ، ذلك ذكرى للذاكرين ... ) وحتى إذا فعلت سيئة دون أن تشعر فقد تذهب عنك الصلاة الكثير من هذه السيئات ، إذن فخذ هذه الذكرى وقم بصلاتك على أحسن وجه ، فكلما حسنتها أحسنت هي إليك أكثر وأدت دورها على أحسن وجه ، وكلما أهملتها أهملتك ، فاعتن بها فإنها أحسن صديق ، فهي التي تواسيك في السراء والضراء وتقف إلى جانبك وتعينك على الصبر ، الصلاة أمك لم تلدك ، فقط إنك لا تشعر .

وماذا عن الزكاة ؟ 
إني أمزح معكم فلا تؤاخذوني إن قلت لكم إن الزكاة هي أخت الصلاة تمشي معها تكاد لا تفارقها إلا أن الناس فرقوا ببنهما وهما لا يقبلان بالفراق ، ولماذا ضربت هذا المثل ، لكي تعرف بأن الزكاة تكاد لا تنفصل عن الصلاة ، فهل الصلاة هي على الأقوياء فقط ، ألا يصلي الضعيف ، ألا تصلي وأنت مريض ، ألا تصلي وأنت في جهاد ، ألا تصلي وأنت مسافر ، ألا تصلي وأنت في ليل في غابة مخيفة ، ألا تصلي وأنت تسير في طائرة ، فمن الذي يمنعك من الزكاة ، فإذا لم تكسب الملايير فالملايين ، فالآلاف ، فالمئات ، فالعشرات ، فالدينارات ، وما ستنفقه هو شيء نسبي أي إذا كان عندك الكثير فتنفق كثير وإذا كان عندك القليل فتنفق قليل وأنت بهذا تصلي وتزكي وتستفيد من الزكاة كما تستفيد من الصلاة وتستفيد كما يستفيد الأغنياء تماما ، والآن تقول لي أنا لا يوجد عندي ملير واحد ولا قرش صغير ، فأقول لك إن الزكاة لا تتوقف كما لا تتوقف الصلاة فإن لم تجد كما تقول ولا قرش صغير فاخدم المحتاجين دون أن تأجرهم وبذلك فإنك تزكي أجرك إليهم ، فاترك أجرك لهم صدقة كأن تخدم من يحتاج خدمة وليس له أجرها وأنت تستطيع القيام بذلك ، فالزكاة أسهل من الصلاة وأوسع منها فقط الناس لا تفكر ، فالزكاة تجعلك تهتم بالمحتاجين من الناس إن كان لديك مالا فمالا وإن لم يكن لديك ولا القليل منه فما يقابله عوضا كتقديم خدمة يحتاجها مسكين وذلك يتطلب مالا وها أنت قد أنفقت مالا أو عفوا يتطلب قصاصا وها أنت قد أنفقت مالا أو ترفع الظلم عن أحد وهذا يتطلب قضاء وبالتالي مالا وها أنت قد أنفقت مالا ، فاعلم أنه يوجد عندك دائما ما تقدمه للمساكين والفقراء والعجزة والمحتاجين ، فالناس كثير والطبقة الضعيفة هي الأكثر والاحتياجات كثيرة وكثيرة تكاد لا تنتهي فلو أردت فعلا أن تزكي فقد لا تنتهي وهذا دون أن يكون لك ولا قرش واحد ، فالزكاة مفروشة في كل مكان ، في الطرق ، على الحافات في الأسواق في المستشفيات في البيوت في الحافلات في الطائرات في القطارات تكاد تكون في كل مكان ، آتني بمن يريد الزكاة ، فإذا لم يعرف الطريق المؤدي فأنا أدله عليه ، لو ترك الناس للزكاة أن تفعل فعلها فإنك تحس برحمة كبيرة قد نزلت على العباد ، وليكن في علمك أن الكثير من هم أغنياء لو زرتهم لوجدتهم محتاجين في أمس الحاجة لغيرهم ولم يجدوا من يسدد حاجتهم هذه ، فإن من الحاجات ما لا يمكن الحصول عليه بالمال ، فيجب أن يتدخل الإنسان بإنسانيته وهذا النوع من الزكاة ثمنه باهظا لا يقدر بثمن فمثله كمثل الجهاد في سبيل الله ، إن هناك من الزكاة ما لا يتخيله عقلك ، فالزكاة لها نطاق واسع جدا جدا ، قد يعجز الإنسان عن الصلاة ولكن من المستحيل أن يعجز عن الزكاة ما دامت الإنسانية موجودة حواليه وما دام هناك بشر يعيشون على الأرض ، وكأن الزكاة تقول لك أنا في خدمتك أنت ما دمت أنت في خدمة غيرك ، فعندما تساعدها لتقوم هي بهذه المهمة فإنها تطهرك وتزكيك كما هي تسمى ، فإن الزكاة من اختصاصها تكفير الذنوب فهي تقوم بتكفير الكثير من ذنوبك ( ... خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ... ) فالزكاة تنطلق من الملموس كالمال والثمار والأغذية وما إلى ذلك من الماديات وهذا هو الأصل ولكن إذا تعذر هذا فقد تتمدد لتصل إلى أبسط الحركات والأفعال كأن تذهب لتدعو أحدا من الناس إلى الله أو تعينه على خروجه من الظلمات إلى النور ، ولنفرض أنك تلميذ في الثامنة عشر من العمر وأنك لا زلت تدرس بالثانوية وأنت تصلي وتريد أن تزكي وليس لك مالا ، فيا أخي يمكنك وبكل بساطة أن تجمع  بعض تلاميذ الابتدائي أو المتوسط ثم تعطيهم دروسا مجانية في الرياضيات أو الفيزياء أو في أي مادة أخرى يحتاجها الناس ، فأبناء الضعفاء تراهم يرسبون ولا يستطيعون المواصلة لعدم التزويد العلمي بما يتساوى مع أبناء الأغنياء ، فهؤلاء يفوزون وهؤلاء يرسبون ، وهذا يزيد الطبقة الضعيفة فقرا ومسكنة في حين يمكن للزكاة أن تفعل فعلها ، فكم عدد الطلاب الذين هم في المراتب العليا فهم لا يزكون لا ماديا ولا بأي طريقة ويظنون أنهم معفون من الزكاة ومكتفون بالصلاة في حين بإمكانهم أن يزكوا أنفسهم بطرق أخرى ، فلو أن كل واحد منهم اعتنى بخمسة من المساكين لكانت النتائج عند الفقراء مذهلة ولما وجدت واحدا من الفقراء محتاجا للتعليم ، لو طبق الناس الزكاة بمفهومها الواسع على الجميع لقضت 
على كل المشاكل بإذن الله 
يجب أن نحسس الناس بأن الكل معنيون بالزكاة كما هم معنيون بالصلاة إن أرادوا الفلاح لهم ولمجتمعاتهم ، فهذه العبادتين التوأمين الصلاة والزكاة تمشيان معك ، واحدة تنهاك فتبعد عنك من السيئات ما أمكن والأخرى تقوم بتكفير ما لصق بك من الذنوب ما أمكن ، وقد يطلق الذنوب على الكبائر ، فالزكاة لنطاقها الواسع والتي تلعب دورا كبيرا في التكافل الاجتماعي قد يكون من اختصاصها تكفير الذنوب الكبيرة التي لا يمكن مسحها بالعبادات الأخرى فهي التي تتناسب أكثر مع هذا النوع من المهالك ، ولا أريد أن أتشعب أكثر وإنما هذه لمحة خاطفة عن المحامين الذين يحموننا وكيف يحموننا وعلى رأسهم التوأمين كما أسميهما الصلاة والزكاة ، ولهذين العبادتين وظائف أخرى لست بصددها في هذا الموضوع ، وإنما أريد أن أنبه بأن هذين العبادتين لهما دور هام كبير في الحماية والدفاع فهما متكاملين لذا يجب الاعتناء بهما حق العناية ، فلا تظن أن الزكاة هي خاصة بالأغنياء فهم يحمون أنفسهم وتبقى أنت بدون حماية ، فالمتقون يعلمون هذا جيدا فلا يريدون البقاء بدون حماية فتخطفهم جنود إبليس ويقعون في الأسر ، واعلم أن الجنة للمتقين وليس للفاسقين ولا للظالمين ولا للكافرين ولا للغافلين ولا .... إذن فهل المتقون ينفقون فقط إذا كانوا أغنياء أم ينفقون في جميع الأحوال في السراء والضراء ؟ والجواب إليك في هذه الآية 
يقول سبحانه ( ... وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين :
الذين ينفقون في السراء والضراء .... ) هل رأيت الآن ؟ إن الإنفاق ليس على الأغنياء فقط ، وهذه الآية يطبقها المسلمون مرة واحدة في السنة وليس على أحسن وجه ، إنهم يطبقونها في ما يسمى بزكاة الفطر ، ألم تر بأنهم يخرجون هذه الزكاة على جميع الناس نساء ، رجالا ، ضعفاء ، مساكين ، محتاجين ، أغنياء ، الكل  ، إلا أنهم أهملوا جانبا آخر وهو أنهم جعلوها سواسية بين الجميع وهي ليست كذلك ، لنضرب مثلا ولنأخذ عائلتين مجاورتين إحداهما غنية تملك نصف البلاد والأخرى تأكل يوما وتنتظر يومين ، والغنية لها طفلين والأخرى تفوق العشرين ، فأيهما من المفروض أن يخرج زكاة أكثر ؟ الجواب هو الغنية ، كلا إنها الفقيرة ، لنقوم بالحساب ، لنفرض زكاة هذه السنة 300 دينار ، فعندما نأتي للغنية تدفع لنا 300 مضروب في أربعة والنتيجة 1200 دينار ، لندق الباب على الجارة صاحبة العشرين ثم ننتظر ، فإنها تدفع لنا 300 مضروب في عشرين + 300 في 2 = ستة ألاف وستة مائة دينار ، أيهما أخرج أكثر ؟ وما هذا يا جماعة ؟ كيف انقلبت القاعدة إلى هذا ؟ 

إن الزكاة هي على جميع الناس هذا هو السليم وهي نسبية وليست موحدة كل حسب استطاعته وظروفه ، والكل يستفيد من الزكاة أي الكل يستفيد من الحماية ، فمن لم يجد اليوم فقد يكون غدا ، أو بعد غدا ، وإن لك تجد فاصنع لنفسك زكاة وقد أعطيتك بعض الأمثلة السابقة ، فلا تترك نفسك بدون زكاة وابدأ بالمادي ولو قليل 
دعم نفسك للغد ، فإذا بقيت تنتظر لتستغنى فقد تذهب بقفة فارغة .

ــ الخلاصة 
فالزكاة أراها على الجميع مثل زكاة الفطر في التعميم لكي يستفيد الجميع من الحماية والدفاع .
عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا 

التاريــــخ :  22 مارس 2010
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى