الرد على احد الإخوة حول المعتقد 2

بسم الله الرحمان الرحيم 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

أخي الكريم ، إني لم أدع أحدا أن يعبد البقر ، بل ذكرت أوصافا عامة في البشر إن توفرت في أحد وصل إلى الحق بإذن الله ولو كان من عباد البقر ،

ــ أما قوله تعالى ( ولنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين ) 
أولا هذا الموقف سيكون بإذن الله يوم القيامة ، وسيوجه سؤال للأنبياء وسؤال لأممهم ، ما هو هذا السؤال ، 
واشهد يا أخي أني أدعو الناس جميعا وأقول لهم اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ، والسؤال الذي سيطرح سيكون بإذن الله حول هذه النقطة بالذات ، لنرجع شيئا إلى الوراء للآيات التي سبقت الآية والتي بدأت تقول ( المص ، كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به ، وذكرى للمؤمنين ) هنا الآية توضح مهمة النبي في الدنيا ، أن الله أنزل إليه كتاب ، وليست كتب ، وماهو هذا الكتاب ، إنه الكتاب الذي أنزل إليه أي القرآن ( فلا يكن في صدرك حرج منه 
لتنذر به ) فالله يحث النبي على تبليغ هذا الكتاب ، وبعد هذه الآية يتطرق الله مباشرة للذين أرسله الله إليهم أي نحن أمة النبي ، فيقول لنا ( اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ، قليلا ما تذكرون ) فهو الآن يخاطابنا ويأمرنا بأن نتبع ما أنزل إلينا ، وماذا أنزل إلينا ؟ أي ما أنزله على النبي وأمره بتبليغه إنه القرآن ، وفي نفس الوقت 
ينهانا أن نتبع أي شيء آخر وخصوصا ما يكون من نفس الجنس أي كتبا أخرى وذلك قوله ( ولا تتبعوا من دونه أولياء ) فالله يأمرنا بالإتباع وينهانا عن الإتباع مما يجعل الإتباع محصورا جدا في المتبع أي الكتاب وهوالذي ركز عليه كثيرا لئلا نخرج عنه ، بعد ما تكلم مع النبي وبين دوره ثم تكلم معنا وبين دورنا ذكرنا بالذين سبقونا لنتحمل 
المسؤولية بقوة ولا نفعل كما فعل الذين من قبلنا فقال ( وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين ) أي الإنسان يعرف الحقيقة ولا يعترف بذلك 
إلا عند الشدائد ، وبعد هذا التذكير تطرق للمسؤولية التي سنسؤل عنها يوم القيامة فقال ( فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين ) أي ستسألون عما أمرتكم به سابقا وقلت لكم اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء ) وكما قال عز وجل في آية أخرى ( وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ) تسألون عن ماذا ؟ نسأل عن الذكر 
وحسب ظنك ماذا سيقول النبي ، سيقول ما أخبرنا به الله ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ، ياويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني ، وكان الشيطان للإنسان خذولا ، وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) هذه الشهادة ستقال بإذن الله لا شك في ذلك والكل يعرفها ، 
ومن المفروض لو كان لهذه الكتب نصيبا في الدين لكان الخشية عليها لأن العبث فيها كثير والناس لم يتمكنوا من حصرها ومن أجلها صارت الأمة شيعا يقتل بعضهم بعضا ، أما القرآن فلا زال محفوظا ولكن الشهادة لا تتكلم عن الحفظ 
بل تتكلم عن الهجر ، والهجر هو ابتعاد إنسان عن شيء كان ملتصقا به أو ابتعاده عن مكان كان يقيم فيه ، أي 
أن الناس سيمرون بمرحلة يكونون فيها ملتزمين بالقرآن ثم بعد ذلك سيبتعدون عنه وهو ما حدث فعلا  
وأنا أشهد عليهم ، ليكن في علم أخي أن السؤال المطروح هو دائما لماذا لم تتبع ما أنزل الله إليك ولا يوجد سؤال آخر غير هذا والآيات كثيرة في هذا الميدان كقوله تعالى ( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا ) يسألون عن آيات ربهم وليست الأحاديث 
ــ فكيف يخاف إنسان من حديث ولو مكذوب ولو قاله صدام ولا يخاف من آيات الله وكتابه الذي هجره ، وكيف أخاف 
ما كتبتم ولا تخافون أنكم كتبتم وهجرتم كتاب ربكم ، فأيهما أحق بالأمن إن كنتم تعلمون .



إخواني وأخواتي السلام عليكم جميعا 

أشكر الإخوة على كل ما تقدموا به إلا السب والشتم فلا يليق بمقامكم إلا من رضي بذلك لغيره فهو لنفسه ، وبعد 
إخواني الكرام إني لست من أي مذهب كما تظنون إلا ما أنزل الله وما أنزل الله إلا الكتاب ، 

ــ أتمنى من الإخوة الكرام إن يتكلموا بعلم ولا علم إلا من كتاب الله فمن ابتغى العلم في ما كتبه أجداده أو ما ورثه عنهم فذلك علم لا ينفعه في الدنيا ولا في الآخرة ، فكيف أقول لكم قال الله كلاما ، لا شك فيه 

وأنتم تقولون روى فلان عن فلان عن فلان عن فلان .......عن فلان ثم تنسبون ما كتب الناس وكذبوا إلى الله ورسوله وغدا يشهد عليكم النبي الكريم كما قال الله تعالى ( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) 
إخواني الكرام من كان له علم من الكتاب فليتفضل مشكورا ،والأدب واجب لا يغتفر .
إخواني الكرام إن كنتم ترون هذا خطأ فاتركوه للذين يرونه صوابا أتريدون أن تفكروا مكان الآخرين ومن يسمح لكم بذلك وهل أنتم مكلفين عليهم ، وإن كانوا مخطئين أليس للمخطىء حق في أن يأخذ عن أخيه المخطىء 
السلام عليكم 
أخوكم في الله بنور صالح