منتدى القرآنيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
Admin
Admin
المساهمات : 150
تاريخ التسجيل : 14/01/2019
https://bennour3.ahlamontada.com

الرد على احد الإخوة حول المعتقد 6 Empty الرد على احد الإخوة حول المعتقد 6

الثلاثاء يناير 29, 2019 11:51 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الكريم طرحت عليك سؤالا ولم تجبني عنه وهو يعطيك نظرة عن سؤالك .
أخي الكريم ماذا لو سمعت أحدا يقول للناس ابتعدوا عن الصلاة ويستدل بجزء من القرآن فيقول إن الله يقول ( ويل للمصلين ) ألا ترى بأن هذا الرجل مخادع وماكر وإن كان نقل ذلك القول فإنه جاهل وسفيه ، أخي الكريم نفس الشيء يحدث مع كثير من الدعاة والعلماء فعلى سبيل المثال الآية التي ذكرتها في سؤالك تريد بها إثبات الكتب التي كتبتموها فما ذكرته من قولك بأن الله يقول  (  وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا  ) فهذا القول مبتور يراد به الباطل ، فهذا القول ذكره الله في سياق موضوع يتكلم عن غنيمة الفيء ، وكما تعلم فإن الغنيمة تقسم دائما على المحاربين وفي هذه السورة وقعت حادثة حيث أن المسلمين حصلوا على غنيمة من دون أن تقوم حرب ومن طبيعة الناس إذا رأوا الغنيمة تستعد أنفسهم وينتظرون التقسيم ولكن الله في هذه الحالة أنزل قرآنا يمنع فيه أن يقسم الفيء 
بين المحاربين وقسمه على النبي والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وفي سبيل الله ثم ختم قوله بأن قال لهم (  وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا  ) أي بمعنى من أعطاه النبي شيئا فليأخذه ومن نهاه عن أخذ شيء فلينته ، وإليك الآية بكاملها  (  ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين ، وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شيء قدير، ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب ) فانظر كيف أن الآية تتكلم عن الفيء ولكن المخادعين يبترونها ليوهموا الناس أنها جاءت تتكلم عما كتبوا وكذبوا ، فإن أهل الكتاب كانوا يفعلون مثل هذا المكر ليوهموا الناس أن ذلك من عند الله وحتى أنهم كانوا ينسبون أمورا كثيرة لله وفضحهم الله في القرآن وذلك في قوله تعالى  (  وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون  )  وتأكد يا أخي أن هذا ما يقع عند جميع الأمم 
فما من أمة بعد ذهاب نبيهم إلا ويفعلون هذا الفعل يكذبون وينسبون الكذب إلى الله وأنبيائه والمسلمون لا يخرجون عن هذه القاعدة وكل شيء ظاهر أمامك فأنواع المجلدات التي صنعتها كل طائفة ينسبون بعضها إلى الله وآخر إلى النبي وكل ذلك افتراء على الله والذي أعجزهم وأبكتهم هو أن كل طائفة حاولت بكل ما تملك من جهد لتجد سندا من كتاب الله لما صنعت ولولا حفظ الله لهذا الكتاب لأنه الرسالة الأخيرة لرأيت المنكر الكبير في كتاب الله ولجعلوه يتماشى مع أهوائهم
ولو كان الأمر كذلك لبعث الله رسالة أخرى للتصحيح ولكن الله حفظ هذه الرسالة بحفظها لكتاب الله وما زال كتاب الله يفضح كل من يكذب على الله أو على أنبيائه أو يزور التشريع وهو الأمر الذي بعثني الله فيكم لأبين لكم الحق من الكتاب
وما فعل أجدادكم وما وقع من تزوير وغش وكذب على الله ورسوله ولهذا تراني أخرج لكم من الكتاب ما يجعلونكم تنكرونه ، وإنكم لترون أن ما أقول لكم بأنه حق وأنه من كتاب الله ولكنكم ألفتم المنكر فأصبحتم ترون ما أنزل الله إليكم منكرا وما صنع آباءكم عبر القرون هو المعروف ، فالكتاب لا زال بإذن الله يكشف فضائح الكاذبين والمزورين والفسقة والجاهلين ويبين الطريق الصحيح لمن أراد أن يتقي  يقول تعالى  (  إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم  )

ــ بالنسبة لما ذكرته من اتباع الرسول مستدلا بقوله تعالى  ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) هل النبي جاء بتشريع من عنده كما تزعمون فنتبعه فيه أم أن النبي جاء بتشريع من الله فنتبعه فيه ، فهل النبي
يتبع شيئا ونحن نتبعه وبذلك فنحن نتبع ذلك الشيء أم أن النبي يصدر تشريعا من عنده ونحن نتبعه فيه ؟

التوضيح : إن أول ما يتطلبه أي تشريع في دين الله هو الإيمان به فلا يمكن لأي تشريع أن يعمل به إلا بعد الإيمان به ، فهل النبي كان يؤمن بهذه الكتب التي كتبتها كل طائفة منكم ، وهل يجب على النبي أن يؤمن بها ، ومن يشهد على هذا منكم ، وإني أشهد عليه أنه لم يؤمن إلا بما أنزل الله ، وهل هذه الكتب أنزلها  الله ؟ أجيبوني ؟ لماذا تصمتون ؟ لأنكم كاذبون ، هل هذه الكتب أنزلها الله ؟ إني أسألكم فأجيبوني .
يقول الذي أنزل التنزيل  ( آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون  ) أنظر بما آمن الرسول والمؤمنون الأوائل الذين تسمونهم بالسلف والصحابة وأهل البيت والعترة وما إلى ذلك من الأسماء ، أنظر بماذا آمن هؤلاء ، إنهم آمنوا بما أنزل إليهم من ربهم وماذا أنزل إليهم ربهم ، يقول تعالى كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب )
وما هو هذا الكتاب ؟ إنه القرآن لا غير ،  يقول تعالى ( ألر تلك آيات الكتاب المبين ، إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون  )
نعود الآن لقضية الإتباع يقول تعالى  ( ألمص كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين، اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم  ولا تتبعوا من دونه أولياء  ) هنا يبين الله أنه أنزل على النبي كتابا وأمره هو والمؤمنين جميعا باتباع هذا الكتاب ، فالأمر للجميع باتباع الكتاب فالنبي معنا ، فمن الذي يلقي الخطوة الأولى أليس النبي ، فالنبي هو أول من اتبع ما أنزل الله ونحن اتبعناه وراءه ، إذن فاتباع النبي يعني اتباع ما أنزل الله من تشريع 

ــ بالنسبة لما ذكرته من قوله تعالى(  ولكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )
فأنت تريد بذك الكتب التي كتبتموها ، لكن هذه الآية نزلت في سياق كلام عن غزوة الأحزاب ولا تعني ما تريد ، فالناس
الذين كانوا مع النبي آنذاك خذله بعض منهم على أرض الواقع فأنزل الله موضوعا كاملا في هذا الشأن وأنزل هذه الآية في هذا الموطن يحث المؤمنين على أن يكونوا مثل النبي فإنه كان صامدا في الميدان أثناء تلك الغزوة  ، والقصة طويلة فمن أراد أن يطلع عليها فهي في القرآن ، إذن الأسوة تعني المثل ، كونوا مثله في الصبر والصمود عند البلاء ولا تفكروا
في الخذلان ، ولا تعني أبدا أن النبي جاء بتشريع من عنده ويطلب من الناس القيام به معاذ الله .
وإليك مثالا آخر عن المؤمنين الذين كانوا مع النبي إبراهيم فقد عادوا ذويهم وأقاربهم لما رأوه منهم من الإعتداء فضرب الله مثلهم للمسلمين بأن يكونوا مثلهم في مواقف متشابهة فقال لنا  ( لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ، ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد  ) فهل هؤلاء أيضا وضعوا تشريعا علينا أن نتبعه ، فما يقال عن النبي يقال عن هؤلاء  ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى