منتدى القرآنيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
Admin
Admin
المساهمات : 150
تاريخ التسجيل : 14/01/2019
https://bennour3.ahlamontada.com

مصدر التشريع الكتاب والآباء Empty مصدر التشريع الكتاب والآباء

الثلاثاء يناير 15, 2019 2:28 am
هناك معركة بين الكتاب والآباء على مر التاريخ ، فإن قلنا أن الشياطين تضع بيوضها وتعشش في الآباء كان ذلك حقا ، فالشياطين تشرع عن طريق الآباء ، ولهذا ينتج مصدرين للتشريع دائما ، مصدر إلآهي وهو ما أنزل الله أي الكتاب ومصدر شيطاني وهو ما يصنع الآباء من تشريع عبر الزمان ، ولم يخل التاريخ من هذين المصدرين ، فالمعركة دائما بين ما أنزل الله وما يشرع الآباء وإليك بعض الآيات .

ــ يقول سبحانه وتعالى
( ... وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا ... ) أنظر ماذا قيل لهم وماذا قالوا هم ، وانظر ماذا قالوا في آية أخرى ( ... قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا ... ) وانظر ماذا قالوا في آية أخرى ( ... قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ ... ) وانظر ماذا قالوا في آية أخرى ( ... قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ... ) وانظر ماذا قالوا في آية أخرى ( ... بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ ... ) وقالوا أيضا ( ... إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ... ) وهذه الأقوال هي التي تجدها تتردد دائما ، فكلما تكلمت عن ما أنزل الله تلقيت هذه الردود ، وجرب هذا في حياتك اليومية ، ومع إخواننا المسلمين ، وقل لهم تعالوا نتبع ما أنزل الله فنصلي الصلاة التي أنزلها الله ، وانظر ماذا يجيبونك ، فإنك ترى الآيات السابقة تخرج أمامك كأنك مع الأقوام القديمة التي نزل في حقها هذا القرآن ، فإنك ترى المواجهة بالآباء ، والحجة في الآباء ، فالآباء فعلوا ودونوا وكتبوا وكانوا يفعلون ، وهم الذين أوصلوا لنا هذا ، ولولاهم ما كنا ، وفيهم الفطاحل والعظماء ، وقد مضى على هذا الدين أجيال وأجيال ، ومئات السنين مضت ولم نسمع مثل هذا الكلام ، وكيف تأتي أنت في هذا الزمان لتقول بهذا ولم يقل به أحد من آبائنا ( ... ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين ... ) كل هذا والكثير الكثير يمكن أن تسمعه ، ولماذا كل هذا ؟ لأنك تقول اتبعوا ما أنزل الله ، هذا كل ما في الأمر ، القضية قضية كتاب وآباء ، وقد أخبرنا الله بأن هذا ما يصطدم مع الكتاب ، وهذا ما نعيشه فعلا ، وقد أخبرنا بأنهم يفعلون المنكرات وينسبونها إلى الله ، ومثل ذلك قوله سبحانه ( ... وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها ... ) واسأل المسلمين هل أمرهم الله بالجلد أم الرجم مثلا ، ومن الذي أمرهم بالرجم ؟ وقد أخبرنا الله بأن في الأقوام السابقة من يأت بآيات من الكتاب يلوي لسانه بها ليحسب الناس أن ما يقوله هو من الكتاب وما هو من الكتاب بل ويقول هي من عند الله وما هي من عند الله ، بل ويفعل هذا متعمدا وهو يعلم أن هذا ليس من عند الله ، فهو يكذب على الله وهو يعلم بذلك ، انظر ماذا يقول الله ( ... وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ، ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ... ) وهذا ما يفعله المسلمون ، فعندما تدعوهم إلى ما أنزل الله ، يقولون للناس ( ... وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ... ) وهذه الآية أنزلها الله في الفيء وهم يوهمون الناس أنها تعني ما صنع آباؤهم من تشريع ، وهم يعلمون هذه الحقيقة وبالتالي فهم يعلمون أنهم يكذبون على الله ، وإذا سألتهم من شرع صلاة الظهر والعصر مثلا ، فالكثير منهم ينسب ذلك إلى الله وهو يعلم علما يقينا بأن الله لم يشرع ذلك ، فهو يكذب متعمدا ، فقط ليرد على نفسه ، ويأتي بآيات من هنا وهناك ليوهم الناس أن ما شرع الآباء من صلاة هو من عند الله ، ولك أن تسأل من تشاء من الدعاة ، فإنهم يكذبون وهم يعلمون أنهم يكذبون ، ومنهم من يقول بأن النبي هو الذي شرع ذلك وهم يعلمون أن النبي لا يمكنه أن يفعل ذلك ، ويعلمون أنهم يشركون بالله بقولهم هذا ، ومع هذا يصرون على شركهم هذا ، وهذا ما أخبرنا الله به عن أمثالهم من قبل إذ يقول ( ... أم لهم شركاء ، شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ... ) فالدفاع عن الآباء لمواجهة الكتاب يمكن أن يكون بأي شكل من الأشكال ، بالعودة إلى الوراء والارتكاز على الكثرة وتعاقب الأجيال والتطاول في الزمان ، وباستعمال الكتاب ذاته والكذب على الله وهم يعلمون بذلك ، فادعوهم ليشهدوا على كلامهم ، فالكثير الكثير منهم لا يشهد ، لأنهم يعلمون أنهم يكذبون على الله بطريقة أو بأخرى ، فعلينا جميعا أن نعود أنفسنا وأبناءنا بأن يرجعوا إلى الكتاب لا لأنفسنا ولو كنا مستقيمين ، فعلينا أن نعلمهم أن الكتاب هو المرجع وهو الحجة ، وأن يجتنبوا مرجعية الآباء ولو رأوا فيهم الاستقامة ، وأن يعرضوا على الكتاب كل ما يتلقونه من قول وفعل ، فما كان منه فهو من الكتاب وما ليس منه فالأحسن هو الاجتناب ، ولنعلم جميعا أن ما يسألنا الله عنه هو الكتاب ولا يسألنا عن الآباء أبدا ، وأن الله حفظ الكتاب ولم يحفظ الآباء لقوله ( ... إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ... ) فالله حفظ الكتاب ، أما الآباء فهم كغيرهم من الأمم يكذبون على الله وعلى الرسل ويفعلون كما فعل الأقوام من قبلهم ، فلا فرق بينهم وبين غيرهم في ما يخص المنكرات ، فهم ينافقون ، ويسرقون ، ويفعلون كل شيء ، فالكتاب وحده الذي تكفل الله بحفظه ، فالهداية موجودة فيه وهي محفوظة لمن أراد الرجوع إليه ، يا إخواني المسلمين دعنا من الآباء وتعالوا نتبع ما أنزل الله إلينا ، يا إخواني المسلمين أين أنتم من قوله تعالى ( ... وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ... ) إن الشيطان وراء الآباء وهو الذي يضلنا عن طريقهم ، والاختلاف يكون دائما بين الكتاب والآباء ، فمتى ظهر الاختلاف وجب العودة للكتاب ، وأسألكم سؤالا ، هل آباؤنا يختلفون عن الكتاب أم لا ؟ فإذا كان الجواب بنعم فهذا يعني أن الأمة في ضلال ، وإذا أرادت هذه الأمة الهداية لنفسها فعليها العودة إلى الكتاب ، ألم تعلموا أن الهداية تبدأ دائما بالكتاب ، ولا يكون معها آنذاك آباء ، وبعد غياب الأنبياء ينشق الطريق إلى طريقين ، الكتاب والآباء ، ويكون هناك تقارب في البداية بين الآباء والكتاب ، ثم يسلك الناس طريق الآباء للأخذ عنهم ، وما يلبث الناس أن هذا الطريق سيأخذ انحرافا عبر الزمان لعدم التصحيح على الكتاب ، وأن هذا الطريق سيصبح متميزا عن الكتاب مع تطاول الزمان مما سيدفع الآباء إلى ابتكار أشياء تبرر اختلافهم أمام أجيالهم ليسلكوا طريقهم ، وأن الشيطان يمدهم بكل الحيل والخداعات لصنع هذا الطريق ، وبعد فترة من الزمن تجد الطريق قد عبد وأصبح ندا لكتاب الله ، وهذا ما يعرف عند أمتنا بأن للتشريع مصدرين ، الكتاب والسنة ، والحقيقة هي الكتاب والآباء ، أما كلمة السنة فهو إسم ما أنزل الله به من سلطان ، إنما هو من صنع الشيطان ، كما صنع للأقوام السابقة أسماء أخرى للآلهة وغيرها ، فالمصدر الثاني لا بد وأن يظهر مع الزمان ، شئنا أم أبينا ، فلو رجعت هذه الأمة إلى الكتاب وتركت مصدر الآباء وتخلصت منه تماما ، ثم انطلقت من جديد مع كتاب الله ، وتأكد يقينا أن بعد فترة من الزمان ستجد مصدر الآباء قد ظهر من جديد في ثوب جديد باسم جديد ، ولا تعرف ما هو الإسم الذي يظهر به ، ثم تجد لهم مبررات ، فهؤلاء تستروا تحت أطيعوا الله والرسول ، وبحجة أن الكتاب لا يمكن أن نعرفه إلا بما صنعوا من كتب ، وادعوا أن طريق الآباء هو الوساطة التي توصلهم إلى عبادة الله ، ونفس التبرير فعلته قريش والمشركين غيرهم ، فقد برروا عبادة الآلهة بأنها الوساطة التي تقربهم إلى الله ، كما أخبرنا الله عنهم بقوله ( ... ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ... ) فالعبادة المباشرة لله يدخلها الشرك دائما ، إما بوساطة الآلهة أو بوساطة تشريع يصنعه الناس ، وكل هذه الوساطات وهذه التشريعات وكل أنواع الشرك تبنى على ظهور الآباء ، هذه كارثة إنسانية لم ينج إلا القليل القليل من رحم ربك ، يا أمة الإسلام أفيقوا من سباتكم وغفلتكم ، فارجعوا إلى الكتاب .

وختام القول أذكركم بقوله سبحانه لأحد أنبيائه ( ... فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ، ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قبل ... )
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى