منتدى القرآنيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
Admin
Admin
المساهمات : 150
تاريخ التسجيل : 14/01/2019
https://bennour3.ahlamontada.com

التجرد من الثياب في الحج من فعل الجاهلية Empty التجرد من الثياب في الحج من فعل الجاهلية

الإثنين يناير 14, 2019 5:10 pm
التجرد من الثياب
إن التجرد من الثياب لا أصل له في كتاب الله ولم يشرعه الله بل هو منكر نهى الله عنه وحذر منه ، وهو من قبيل أعمال المشركين قبل الإسلام وقد نهى الله عنه وأغلظ في التحذير منه ولكن الناس اشتاقوا لما كانوا عليه من قبل فعادوا ، وللتوضيح نأخذ الجزء من سورة الأعراف ابتداء من الآية 19 إلى الآية 33
فالآية 19 و الآية 20 يقول الله فيها [ ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين ، فوسوس لهما الشيطانليبدي لهما ما ووري عنهما من سوءاتهما ] فالآية تشير إلى اللباس منذ بداية الخلق وكيف أراد الشيطان أن يبدي لآدم وزوجته سوءاتهما بأن يقعا في ما نهاهما الله عنه بعد أن حذرهما الله من الوقوع فيه ورغم هذا التحذير فقد وقع آدم وزوجه في ما نصب الشيطان لهما وهو ما جاء في الآية 22 وما يليها [ فدلاهما بغرور ، فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ، وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين ، قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ] فالآية واضحة وتبين أن آدم وزوجه فقدا ما كان يواري سوءاتهما ، وبعد أن عصيا استغفرا ربهما فغفر لهما وأنزلهما إلى الأرض وهو ما جاء بعد ذلك في قوله [ قال اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين ] ولما نزلا إلى الأرض تتابع الكلام عن اللباس أيضا وهو ما ذكره الله في قوله [ يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ] وهنا يبين لنا أنه أنزل علينا لباسا ليس فقط لتغطية السوءات بل وريشا أي ويغطي جسدنا كاملا ، وأنزل علينا أيضا لباس التقوى أي أنزل هداية فيها إرشادات توصل إلى الجنة وتقي من عذاب النار وهي عبارة عن أوامر ونواهي كما فعل مع آدم في البداية وحذرنا من الشيطان مرة أخرى كما فعل مع آدم بالضبط وذلك قوله [ يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما ] ثم بين تعالى أن الناس خالفوا هذه الوصايا وتطرق إلى أمر اللباس في النهاية ، وتبين الآيات الآتية أن الناس كانوا يحرمون أنواعا من الألبسة والأطعمة عند توجههم إلى المسجد ولا شك أنه المسجد الحرام إذ لم يكن آنذاك إلا المسجد الحرام وقد يكون هذا العمل في حجهم للبيت الحرام والطامة الكبرى أن هذه الأعمال كانوا ينسبونها إلى الله وأنها أتتهم عن طريق الأجداد وهو ما جاء في قوله سبحانه وتعالى [ وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا آباءنا عليها والله أمرنا بها ، قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ، قل أمر ربي بالقسط ، وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الين ] هنا يأمر بالإخلاص في العبادة أي عدم الإشراك بالله لأنهم كانوا يحجون البيت الحرام مشركين بالله ولهذا تكلم الله عن الإخلاص في العبادة قبل التكلم عن اللباس والطعام لئلا يظنوا أن أعمالهم الأخرى كانت صحيحة ثم تكلم عن اللباس والطعام فقال [ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ] قل من حرم زينة الله أي من حرم أنواع اللباس التي أخرجها الله لعباده ، والطيبات من الرزق أي ومن حرم أنواع الطعام على العباد وهذا يؤكد أنه كان تحريم أنواع من اللباس وأنواع من الأطعمة وهذا لا يعني أنهم كانوا يأتون عراة كما يقال بل كانوا يحرمون أنواعا من الألبسة لأن الله قال قل من حرم زينة الله أي أنواعا من الألبسة ولم يقل قل من حرم اللباس الذي أخرجه الله لعباده ، ولا بد أنه قد وقع هذا التحريم عند المسجد الحرام وقبل الإسلام لأن الله ربط هذه الأحداث بالمسجد في سياق الآيات السابقة واللاحقة وبما أنه لم يكن هناك إلا المسجد الحرام فالأحداث هذه كان وقوعها في حج المشركين للبيت الحرام ، ورغم كل هذه الآيات وهذا التحذير فقد عاد الناس إلى ما كانوا عليه من قبل ، فحرموا كل أنواع اللباس المخيطة عند حج بيت الله الحرام وزعموا أن ذلك يجعلهم سواسية في الحج وكذلك جعلوا نصبا ثلاث عند البيت يرمونها بالحجارة كما كانت الأصنام ثلاث ، اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى وزعموا أنهم يرجمون الشيطان ، وحرموا على أنفسهم كل أنواع الطعام والشراب عند وقوفهم بعرفات وزعموا أن ذلك صيام ، فحج المشركين قبل الإسلام عاد بلباس الإسلام والطامة الكبرى أنهم ينسبون كل هذا للنبي ومن ثم لله ومنهم من ينسبه مباشرة لله ويقولون ورثنا هذا عن أجدادنا تماما كما كان يفعل الذين من قبل ، لقد أرشد الله عباده أن يلبسوا ما يشاؤون من أنواع اللباس عند أي مسجد كان وأن يأكلوا ما يشاوون من الطعام وذلك في الآية التي قبل هذه والتي يقول لنا فيها [ يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ] خذوا زينتكم عند كل مسجد أي ألبسوا ما تشاؤون من أنواع اللباس الذي تتزينون به عند أي مسجد كان بدون استثناء وخصوصا المسجد الحرام الذي دارت حوله هذه الأحداث . وأختم هذه النقطة بهذا السؤال من قوله تعالى
[ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ]
وبهذا الإرشاد من الله تعالى
[ يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين ]
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى