منتدى القرآنيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
Admin
Admin
المساهمات : 150
تاريخ التسجيل : 14/01/2019
https://bennour3.ahlamontada.com

يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج Empty يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج

الإثنين يناير 14, 2019 4:52 pm
الآية ( يسألونك عن الأهلة ، قل هي مواقيت للناس والحج ، وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ، ولكن البر من اتقى ، وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون )
قبل أن أباشر الموضوع أقدم التعليق التالي :

تعليق :
ــ إن القول بأن الأهلة هي القمر بعيد عن الصواب ، ولو كان القمر هو المعني بالأمر لكان السؤال يسألونك عن الهلال ، لأن القمر له هلال واحد ، ونفس الهلال هو الذي يتغير من شكل لآخر ، لذا يستبعد هذا الطرح .
ــ كذلك لا توجد خصوصية الحج بالقمر ، وكان أولى أن تكون العلاقة بشهر الصيام ، وهي التي تشكل الأهمية الكبرى عند المسلمين ، والذي يصومه المسلمون فريضة كل سنة ، على عكس الحج الذي يقع على الأقلية منهم وقد يكون مرة في العمر .
ــ لا توجد علاقة بين القمر وإتيان البيوت من ظهورها .
ــ في هذه الآية ، الأهلة تعني القمر ، وفي الآية ( وما أهل به لغير الله ) تقصد الذبح
هذه التعليقات هي ما تجعل فكرة القمر مستبعدة .

أعود للموضوع
تدبر أولي
1 ) أتطرق أولا لكلمة ( الأهلة )
لنأخذ هذا النوع من الجمع
[ أحبة ] ، [ أحباء ] ، [ حبائب ]
نلاحظ أن هذا النوع من الجمع يلتقي عند مفرد أكثر اشتراكا هو [ حبيب ]
ــ [ أحبة ] مثلها [ أجنة ] ومفردها [ جنين ] ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى ( .. إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم ... )

ــ [ أحباء ] مثلها [ أخلاء ] ومفردها [ خليل ] ومن ذلك قوله عز وجل ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )
[ حبائب ] مثلها [ حلائل ] مفردها [ حليلة ] للمؤنث ، ومن ذلك قوله عز وجل ( ...وحلائل أبنائكم من أصلابكم .... )

ونستخلص من هذا أن كلمة [ أهلة ] مفردها [ هليل ] أقرب ترجيحا من كلمة هلال

2 ) كلمة ( مواقيت )
إن كلمة [ مواقيت ] تتناسب مع كلمة [ موازين ] مفردها [ ميزان ] ومفردها أيضا [ وزن ]

ــ [ موازين ]
يقول عز وجل ( .. ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ، فلا تظلم نفس شيئا .. )
ومفرد ( موازين ) هي ميزان ، ومثل ذلك قوله عز وجل ( ... أوفوا الكيل والميزان ... )
ويأتي أيضا مفردها [ وزن ] كقوله عز وجل ( والوزن يومئذ الحق ، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون )
إن كلمة [ موازين ] مفردها [ ميزان ]
وكذلك كلمة [ مواقيت ] مفردها [ ميقات ]

3 ) التوضيح
معنى كلمة [ مواقيت ]
إن كلمة [ مواقيت ] تعني وعد مضروب بوقت ، يقول الله عز وجل ( وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة .. ) فالميقات المذكور هو وعد مضروب بوقت أي بعد مرور أربعين ليلة
ومثال آخر في قوله ( .. فجمع السحرة لميقات يوم معلوم .. ) فالميقات هو وعد مضروب بوقت

ــ إن المواقيت المشتركة ذات الطابع الجماعي كثيرا ما يعلن عنها أو يبلغ الناس بقربها أو تقام دعوة لذلك أو يؤذن لها ويكون ذلك بمثابة إشعار الناس بذلك الميقات وخصوصا إذا أخذنا المجتمعات التقليدية والتي لها ارتباطات اجتماعية كثيرة ومواقيت عديدة ، فكل المجتمعات لها مواقيت حتى المجتمعات المتحضرة والتي تقوم بإشعاراتها عبر القنوات الفضائية للإعلان عن ميقات حدث معين ، أحيانا يكون ثقافيا كمعرض للكتاب ، وأحيانا يكون دينيا كالمولد النبوي ، وميلاد المسيح مثلا ، وأحيانا يكون تجاريا ترفيهيا كالسرك ، أو تجاريا كمعرض للسيارات ، أو سياسيا كقدوم رئيس لبلدة ما أو قرية ما ، أو رياضيا كمقابلة في الملاكمة ، والعديد العديد من المواقيت فهي لا تحصى ، وأغلبها إن لم أقل كلها تتم عن طريق إعلان ، أو تكون معروفة مسبقا فيشعر الناس بقدومها وذلك لتحسيس أكبر قدر ممكن من الناس للمشاركة في الحضور ، فلو أخذنا قوله عز وجل ( ... فجمع السحرة لميقات يوم معلوم .. ) فهذا الميقات تم عن طريق إعلان ، وذلك قوله عز وجل
( .. قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم ، وجمع السحرة لميقات يوم معلوم ، وقيل للناس هل أنتم مجتمعون ... ) فقوله ( وقيل للناس هل أنتم مجتمعون ) يعني أنه جاءهم إعلان عن المقابلة وهم مدعوون للحضور ، وكذلك ما جاء في قوله ( ... إن يوم الفصل كان ميقاتا ... ) أي يوم القيامة له ميقات ، وعندما يأتي ذلك اليوم توجه الدعوة للناس للخروج ، وذلك قوله عز وجل ( يوم يدع الداع إلى شيء نكر ، خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر ) أو كقوله ( .. ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ، ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون ) فالمواقيت كما قلت سابقا تتم عن طريق دعوة أو إعلان أو إشعار ، وهذه الإعلانات أو الدعوات أو الإشعارات هي الأهلة .
فالأهلة هي الإعلانات أو الدعوات أو الإشعارات عن المواقيت ، أي أن الهليل كما أسميه أو الهلال كما يسمى ليس قمرا ولا شمسا إنما هو إعلان أو دعوة أو إشعار لميقات معين .
والحج من المفروض أن يؤذن له كما قال الله لنبي الله إبراهيم في قوله عز وجل ( ... وأذن في الناس بالحج ... ) فكلما رجعنا إلى الوراء وجدنا الحج يتطلب زادا وافرا ، وسفره شاق يكون المرء فيه في أمس الحاجة للاستئناس بآخرين يشاركونه الفريضة المتعبة ، وهذا يدفع بوجود الهليل أو الهلال أي يجب الإعلان أو الإشعار به حتى يتهيأ الناس لهذه الفريضة بالمشاركة الجماعية ، لذا جاء الحج مذكورا في هذه الآية على وجه الخصوص .
وقوله عز وجل ( ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون ) يتبين من خلال الآية أن أثناء الأهلة أي عند الإشعار بالحج يبدو أنهم كانوا يقومون بالنداء من ناحية ظهور البيوت معتبرين ذلك من التقوى لأن الأمر يتعلق بالحج وهو يتطلب ذلك حسب ظنهم فلا يقومون بالنداء من ناحية الأبواب لما قد يصادفونه من نساء أهل البيوت ، قد يكون هذا السبب ، ويلاحظ مثل هذا الفعل من نداء من وراء الجدران في قوله عز وجل ( ... إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون ، ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم ... ) والمطلوب ليس الإتيان من ظهور البيوت بل الإتيان من الأبواب والإلتزام بالتقوى من غض البصر وغير ذلك .

ــ أتطرق الآن لقوله عز وجل ( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله ) والنقطة المعنية بالموضوع هي الجزء من الآية ( ... وما أهل به لغير الله .. ) أي كل إعلان عن طعام أو دعوة أو نداء لطعام هو لغير الله فلا يجوز أكله ، فالشعوب التي تشرك بالله هي أيضا تقدم طعاما للمساكين حسب عقائدها ، وهذه الأطعمة يهلون لها ، أي تتم عن طريق إعلان ، فهي تقدم لآلهتم عن طريق المساكين ، فالطعام هذا لا يجوز أكله ولو كان لبنا ، ولا يجوز أكله ولو كانت ذبائحه مذكور اسم الله عليها ، لأن الطعام في حد ذاته فيه شرك بالله ، ومثل هذه الأطعمة ما يهلون به اليوم في عصرنا ، أي يقومون بإعلانات عن طعام للوالي الفلاني ، والقبة الفلانية ، ومثل هذه الأنواع من الشرك ، فلا يؤكل طعامها علما أن ذبائحها يذكرون اسم الله عليها ، فكل إعلان عن طعام لغير الله فذلك هو ( ما أهل به لغير الله )

عسى أن يهديني لأقرب من هذا رشدا ، إنه هو العليم الحكيم .

الكاتب : بنور صالح
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى