منتدى القرآنيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
Admin
Admin
المساهمات : 150
تاريخ التسجيل : 14/01/2019
https://bennour3.ahlamontada.com

الرد على احد الإخوة حول المعتقد 18 Empty الرد على احد الإخوة حول المعتقد 18

الجمعة فبراير 01, 2019 1:05 am
السلام عليكم 

أخي الكريم عزيز ، أولا مرحبا بك 

قبل أن أجيبك ، نأخذ مثالا قبل ذلك ، وليكن قوله تعالى ( خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن ) ، لو أخذنا هذه الآية لوحدها دون أن نعلم ما أنزل الله في هذه النقطة ، فبدون شك أن الذي يتبادر للأذهان هو أن هناك سبع أراض مثل ما هناك سبع سماوات ، ولكن الحقيقة غير ذلك تماما ، وهذه الآية يفسرها مجمل القرآن حول هذه النقطة والذي منه نعرف بأن الأرض واحدة وليست سبع ، وبالتالي فالآية تحمل معنى آخر وهو أن الأرض هي على شكل طبقات سبع والله أعلم .

نفس الشيء في قضية عيسى وغير ذلك من القضايا ، علينا أن نتطرق لمجمل القرآن ماذا يقول ونأخذ الأدلة بكاملها الحقيقية والشبيهة ، فإذا وجدنا أن الأدلة الحقيقية متوفرة بكثرة وتثبت حقيقة معلومة ، فلا مجال للشبيهة إن كانت قليلة وتلقي شبهة ليس بإمكانها أن تثبت حقيقة معلومة وقاطعة ، وهكذا نتعامل مع التنزيل ، ومن ثم يتوجب على الشبيهة أن يكون لها تفسيرا آخر ، إن وجدنا ذلك التفسير فبها ونعمة وإن لم نجد فلسنا مكلفين بها وقد تكون من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله ، وعلينا أن نأخذ بالملموس بدل أن نتشبت بالمتشابه .

إن مجمل القرآن يبين لنا أن عيسى توفاه الله ورفعه إليه كما بينت ذلك في الموضوع ، ولم يذكر لنا أنه سيحييه ثم يعيده إلى الأرض ، وعيسى ابن مريم معروف رسول نبيا كغيره من الرسل ، فلا يمكن أن يجرد من هذا ولا دليل على ذلك ، والله هو الذي وهبه ذلك ، وهو الذي يهب الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء ، وسيأتي عيسى ابن مريم غدا يوم القيامة رسولا نبيا كما بعثه الله للناس ، وسيسأله الله عن هذا أيضا ، يبين مجمل القرآن أن الله توفاه ورفعه إليه ، ولم يذكر العودة لأحد ولا يوجد أي دليل على ذلك ، إلا من أخذ بالكلام الذي يتقوله أهل الكتاب ومن ثم بالمتشابه في القرآن متجاهلا الملموس في هذه القضية ، فإذا علمنا بمجمل القرآن أنه لا يذكر أي عودة لأحد في الدنيا ، تبين لنا أن المتشابه كقوله عز وجل ( وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ) إن هذه الآية لم تأت لوحدها ، بل جاءت في سياق كلام يتناول قضية معينة ، وتأمل هذا المقطع لتعرف المعنى الحقيقي للآية ، يقول الله عز وجل ( ... وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم ، وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن ، وما قتلوه يقينا ، بل رفعه الله إليه ، وكان الله عزيزا حكيما ،
وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ) فانظر إلى هذا المقطع جيدا ، إنه يتكلم عن قضية تهمة ألصقت بعيسى ابن مريم بأنه قتل مصلوبا ، فالكلام يدور حول هذه النقطة ، وقد برأه الله من هذه التهمة ثم أضاف يقول بعد ذلك أن من أهل الكتاب من يشهد بذلك قبل أن يميته الله ويرفعه إليه ، فكانوا على علم بأنه لم يصلب ولم يقتل وقد أخبرهم الله بذلك عن طريق عيسى ابن مريم أي أن عيسى أخبر أهل الكتاب قبل أن يرفعه الله بأنه الله سيميته ويرفعه إليه ، وقد يكون أخبرهم بهذا بفترة طويلة أو قريبة من الحدث ، وبهذا الخبر سيكون عليهم شهيدا يوم القيامة ، فكل أهل الكتاب كانوا على علم بما سيحدث أي بأنه سيميته الله ثم يرفعه إليه وذلك قوله ( وإن من أهل الكتاب ) أي كل أهل الكتاب كانوا على علم ، فلما جاء ذلك الوقت ورفع الله عيسى بعد أن توفاه ، شاع الخبر بأنه صلب وقتل وهو لم يصلب ولم يقتل ، إذن فأهل الكتاب كلهم كانوا على علم بما سيحدث قبل أن يموت عيسى ابن مريم ويرفعه الله .
وأعطيك الآية في تعبير آخر للفهم فقط ، فقوله ( وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا ) يعني [ وإن من أهل الكتاب إلا وكانوا على علم من الله بأن أخبرهم وأمرهم أنه لما يأتي ذلك اليوم ليؤمنن به بأنه مات ورفعه الله إليه سليما من أي أذى ، وقد أخبرهم بهذا قبل أن يموت ، وبهذا الخبر وبهذا الأمر سيكون عليهم شهيدا يوم القيامة ] وهذه الآية مثل قوله عز وجل ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه ، قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري ، قالوا أقررنا ، قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين ) أنظر كيف جاءت الشهادة تبعا للأمر المطلوب ، ونفس الشيء كما قلت سابقا في عيسى ابن مريم والله ولي التوفيق .
ـــ إن الآيتين التي ذكرتهما في يحيى وعيسى من قوله عز وجل ( وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا ) 
وعن عيسى ( والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ) 
إن عيسى ويحيى كلاهما اتهما بأنهما قتلا في حياتهما ، فعيسى اتهم بالصلب ، ويحيي بقطع الرأس وغير ذلك ، فالله برأ موقفهما تماما بهاتين الآيتين ، ويبين بوضوح بأن كلا منهما لم يصبه أي أذى لا في ولادته ولا يوم يموت ولا يوم يبعث وهذا ينفي كل ما يقال عنهما من نعذيب وقتل وغير ذلك .
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى