منتدى القرآنيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
Admin
Admin
المساهمات : 150
تاريخ التسجيل : 14/01/2019
https://bennour3.ahlamontada.com

الأذان والإقامة Empty الأذان والإقامة

الإثنين يناير 14, 2019 3:43 pm
ــ الأذان

إن الأذان هو نداء يستعمل عند الحاجة وليس خاصا بالصلاة ، وكثيرا ما يستعمل في التبليغ العام ، ومثل ذلك في نداء إخوة يوسف لما ناداهم مناد كما جاء في قوله سبحانه ( ... فأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون ... ) فهذا أذان ولكنه ليس للصلاة ، مثل ذلك أيضا تبليغ الناس ببراءة الله ورسوله من المشركين في قوله سبحانه ( ... وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله ... ) فهذا أذان ولكنه ليس للصلاة ، ونفس الشيء في نداء إبراهيم عندما أذن في الناس بالحج كما أمره الله سبحانه بقوله ( ... وأذن في الناس بالحج ... ) إذن فالأذان هو نداء تفرضه الظروف ، والقصد منه التبليغ والإعلام ، وبما أن الصلاة تتطلب الحضور في الوقت ، وقد يقع الكثير في الغفلة والسهو والنسيان ، إذن فالظروف تتطلب النداء أي الأذان ، وهكذا كان أيضا في التنزيل ، ينادى للصلاة ، ومثل ذلك قوله سبحانه ( ... يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البييع ... ) إذن فالصلاة تطلبت نداء تمليه الظروف وليس مفروضا ، وهذا واضح في العبارة ( إذا نودي ) التي تبين بأن النداء متعلق بالظروف ، فلا يوجد فيها الأمر بالنداء كأن يقول [ يا أيها الذين آمنوا نادوا للصلاة ] فعبارة ( إذا نودي ) تفيد الظرفية في النداء ، وقد تكرر هذا في غير هذه الآية كقوله سبحانه ( ... وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزؤا ولعبا ... ) فالظرفية هذه نلمسها في الواقع الذي نعيشه أيضا ، فلو أخذنا مثلا جماعة كانت مسافرة لوحدها في الصحراء ، لا ترى على مد العين من يراها ولا من يسمعها ، وجاء وقت الصلاة ، فإنها تقوم للصلاة ولا تنادي في الصحراء ، ولمن تنادي ، فهل تنادي لنفسها ، أم تنادي من أجل أن تنادي ، فهذه إحدى الظروف التي لا تتطلب النداء ، وهناك الكثير مثلها .



ــ صيغة الأذان

يمكن للأذان أن تكون له أي صيغة بهدف النداء للصلاة ، لا غير ذلك ، والأذان المعروف في الأوساط الإسلامية غني عن التبديل به ، فلا حاجة للتفكير في غيره .



ــ الإقامة للصلاة

فالإقامة للصلاة لها نفس الظرفية للأذان ، فالظروف تملي ذلك ، إذ لا يمكن أن يقوم الناس للصلاة دفعة واحدة دون أن يكون ما يشير لذلك ، فتخيل أنك في المسجد والناس منتشرة هنا وهناك ، فكيف يتفق الناس للقيام للصلاة في وقت واحد ، فهل يركزون أنظارهم في الإمام إذا ما رأوه قام قاموا للصلاة ؟ وقد يقوم الإمام لغير الصلاة ، فهل كل ما قام الإمام قام الناس ، إذن فالظرف يملي أن يكون هناك ما يسمى باالإقامة ، وبما أن الإمام يقيم الصلاة للناس ، فهو الذي يصلي بهم

كما جاء في قوله سبحانه ( ... وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك ...) إذن فالإذن يأتي من عنده بالقيام للصلاة ، وهو الذي يشرف على إقامة الصلاة ، وهو الذي يرى ما أن تكون هناك إقامة شفاهية أم لا ، فإذا كان الإمام في جماعة صغيرة من أصحابه كأن يكونوا ثلاث مثلا ، فلا حاجة للإقامة الشفاهية ، إذن فالإقامة مرتبطة بالظرف

والأمر يرجع للإمام .



أما بالنسبة للصيغة للإقامة فما قيل عن الأذان يقال عنها .



ــ التكبيرات في الصلاة

إن التكبيرات في الصلاة ليست من الصلاة وإنما هي من متطلبات الظروف والأوضاع ، فهي لا تخرج عن كونها إشارات ليس إلا ، فخذ أي تكبيرة منها ، فإنهم لا يستطيعون تكرارها ، وخذ مثلا التكبير في بداية الصلاة والذي يسمى بتكبيرة الإحرام ، فإنك تجده تكبيرا واحدا لا يقبل التعدد ، أي لا ييستطيع المصلي أن يكرره عدة مرات فيقول ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر .... ، ومن فعل هذا يفتونه بعدم الجواز إلى بطلان الصلاة ، فلو كان ذكرا من الصلاة فهل يبطل الصلاة ، فانظر إلى القرآن مثلا ، فالإكثار منه هو زيادة في الذكر ، وانظر إلى التسبيح مثلا ، فالإكثار منه هو زيادة في الذكر ، وانظر إلى التسبيح كيف يكون سرا ، بينما التكبيرات كلها تجدها جهرا ، وذلك لأنها إشارات ظرفية إعلامية ، استعملت في مواضع معينة ، استعملت في البداية للإعلان عن بداية الصلاة ، واستعملت عند النزول للركوع للإعلان عنه ، وكذلك في الرفع من السجود ، فالظروف هي التي تتطلب مثل هذه الإشارات ، ولنأخذ مثالا ، فعندما يكون المسجد مكتظا ، فيضطر آخرون للصلاة خارج المسجد ، فهم لا يستطيعون متابعة الإمام في الحركات كالخر إلى السجود مثلا ، والرفع منه ، فعندما يتوقف الإمام عن القراءة فهم لا يعرفون إن كان خر للسجود أم وقع في خطإ يفكر في إصلاحه ، وفي مثل هذه الحالات يتلطلب الظرف إعطاء إشارات ، كالتكبير مثلا ، إلا أن كلمة الله أكبر يستحسن أن يقال

[ الله الكبير ] لقوله سبحانه ( ... الكبير المتعال ... ) أما [ الله أكبر ] فهي صيغة للمقارنة ، ولم تذكر في التنزيل ، بينما ( الكبير المتعال ) فهي من أسماء الله الحسنى التي ذكرها الله ، وتفيد الإطلاق في الكبرياء والاستعلاء .



الكاتب : بنور صالح
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى