منتدى القرآنيين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
Admin
Admin
المساهمات : 150
تاريخ التسجيل : 14/01/2019
https://bennour3.ahlamontada.com

العلم والظن في دين الله Empty العلم والظن في دين الله

الثلاثاء يناير 15, 2019 2:22 am
علينا أن نعرف ما هو العلم في دين الله ، وما هو الظن في دين الله ، وما هو الحكم في التشريع بهما وهذه نقاط مهمة جدا في الهداية ، فإذا عرفنا الفرق بينهما وأخذنا الذي هو حق نكون قد سلكنا الطريق الصحيح ، يعني الطريق المستقيم ، يعني الهداية بإذن الله ، إذن ما هو العلم وما هو الظن ؟

ــ العلم في دين الله
إن العلم في دين الله هو ما علمنا الله إياه في ما أنزل الله علينا ، انتبه جيدا ، أقول في ما أنزل الله علينا ، أي ما علمنا الله به من الكتاب ، فما أنزل الله في الكتاب من علم فذلك هو العلم في الدين .

ــ الظن في دين الله
إن الظن في دين الله هو كل معلومة دينية لم ينزل بها الله ، أنتبه جيدا ، أقول لم ينزل بها الله ، وماذا أنزل الله ؟ أنزل الله الكتاب ، فكل معلومة دينية لا توجد في كتاب الله فهي من الظن .

وباختصار شديد فالعلم هو ما أنزل الله ، والظن هو ما لم ينزل به الله .

ــ إن الظن خلاف العلم
يقول سبحانه ( ... قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ، إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ... ) فالآية تبين بأن التشريع الذي يجب أن يتبع يجب أن يكون مبني على العلم وإلا فهو ظن ، والظن كما نراه في الآية فهو خلاف العلم .

ــ إن الغالبية الساحقة من الناس تتبع الظن
يقول سبحانه ( ... وما يتبع أكثرهم إلا ظنا ... ) إذن فالأكثرية الساحقة تتبع الظن ، فالنسبة المئوية التي يمكن أن يكون منها الإنسان هو أن يكون من أصحاب الأكثرية ، أي من أصحاب الظن ، لذا فعلى كل واحد منا أن يدرس موقعه في الناس هل هو من أصحاب الظن أم لا ، وهذا يتطلب جهدا وعزيمة قوية لاتخاذ قرارات شجاعة ، فقد تجد نفسك وحيدا في المجتمع إذا كان هذا الأخير يتبع الظن أبا عن جد ، وهذا ما هو موجود في الغالب ، فأغلب المجتمعات من أصحاب الظن لذا قال الله ( ... وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنّاً ... ) إذن فوطن نفسك .

ــ حذار من اتباع الأكثرية
فلنحذر من اتباع الأكثرية ، فالناس يتبعون الأكثرية ويتحججون بأن الكل على هذا الطريق ، أو الكل يفعل كذا ، ويغترون بالأكثرية فيقولون كيف بكل الناس تفعل كذا وأنت تقول كذا وكذا ، فهذا الفكر هو السائد في المجتمعات ، وقد حذرنا الله من هذا الفكر فقال ( ... وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ ... ) إذن فالنظر إلى الأكثرية لاتباعهم يجب أن نبعده من فكرنا تماما ، وهذا يتطلب تصحيح في الشخصية ، فالنفس بطبيعتها ميالة للأكثرية حتى وإن علمت أنها خاطئة وذلك لتتجنب معاناة ما يترتب على الأقلية أو الوحدة إذا تطلب الأمر ، فردود الفعل النفسية على الأقلية مما قد يصل أحيانا إلى الأذى الجسدي ، ناهيك عن السب والشتم وما إلى ذلك من الأذى ، فالنفس تريد اجتناب كل هذا فتركن لاتباع الأكثرية ، وهذا يساعد في انتشار الضلال وكثرة أصحاب الظن .

ــ إن العلم هو ما أنزل الله فقط
لنأخذ الآية التالية التي يقول الله فيها ( ... سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ ... ) أنظر ماذا قال المشركون وماذا كان جواب الله لهم ، فالله قال لهم ( قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ) وما هو هذا العلم الذي يقبله الله كحجة ؟ ولكي نتعرف على هذا العلم ننتقل إلى مقطع آخر من كلام المشركين في موطن آخر من الكتاب ، يقول الله فيهم ( ... وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ، ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون ، أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون ؟ ) أنظر إلى كلام المشركين مرة أخرى ( وقالوا لو شاء الرحمان ما عبدناهم ) نفس المقولة لما قالوه في الآية السابقة ، ونفس الجواب يرد به الله عليهم ( ما لهم بذلك من علم ) وفي الآية الأخيرة يبين ما هو هذا العلم فيقول ( أم آتيناهم كتابا من قبله فهم به مستمسكون ) أي هل آتيناهم كتابا من عندنا يقول بهذا ، فلو كان عندهم كتاب من عند الله يقول بما قالوا لكان ذلك هو العلم الذي سألهم الله إياه ، إذن فالعلم هو ما جاء في كتاب الله ، وما ليس فيه فهو الظن ، كقوله ( ... إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ... ) حتى الأسماء الأساسية في الدين إذا لم ينزل بها الله في الكتاب فهي من الظن ، فلو أخذنا الأسماء الأساسية في الدين والمعروفة عند المسلمين ، كالمصدر الذي سمي بالسنة أو قولهم هذا حديث صحيح أو حسن أو غريب وما إلى ذلك من الأسماء ، كل هذه الأسماء ما أنزل الله بها من سلطان ، إنما هي من صنع الآباء تماما كما قال الله للمشركين ( ... إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ... ) من الذي صنع هذه الأسماء ، أليس هؤلاء وآباءهم ، وهذا ما يقوله الله ( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ) أليس هذا صحيح ، وهل أنزل الله هذه الأسماء ، وهذا ما يقوله الله ( ما أنزل الله بها من سلطان ) أليس هذا صحيح ، وهل هذه الأسماء تفيد الظن أم لا ، وهذا ما يقوله الله ( إن يتبعون إلا الظن ) أليس هذا بصحيح ، فالمسلمون يعترفون بعظمة ألسنتهم بأن هذا الذي أسموه صحيح أو حسن فإنه يفيد الظن ، هذا اعترافهم يا أخي ، فالآية تنطبق عليهم تماما ، وهم يعلمون بذلك ويقولون به ، فاسألهم إن شئت مع تقديم الشهادة إن كذبوا ، فاسألهم وقل لهم ، هل المصدر الذي يسمى بالسنة هل هو يفيد الظن أم لا ؟ وهل الأسماء التي تتكلمون بها وتقولون هذا صحيح وهذا حسن وهذا ضعيف ، هل أنتم وآباؤكم الذين سميتم بهذه الأسماء أم أنزلها الله ؟ وهذا عند الشيعة والسنة سواء ، ولا تنخدع إذا ما قالوا لك أن هذه مجرد أسماء بسيطة فإنهم يكذبون ، فإنها ليست أسماء بسيطة ، فإنهم يقتلون من لم يؤمن بها ، والتاريخ الذي كتبوه عن أنفسهم مليء بهذه الأحداث ، فإن ما أسموه بالصحيح فإنهم يقتلون من أجله من خالفه أو أنكره ، فإن دماء المسلمين أحلت بهذه الأسماء ، وأخذوا أزواجهم وتزوجوهم ظنا منهم أنهم لا يحلون لهم ، وشردوا أطفالهم وأخذوا أموالهم كل هذا بهذه الأسماء ، فأغلب الجرائم إن لم أقل كلها التي حدثت بين المسلمين والتي تحدث لحد الآن فهي نتيجة حكم بهذه الأسماء ، ولك أن تتبع أي جريمة بسبب الدين لتتحقق وتتأكد من ذلك ، فهذه الأسماء ليست بسيطة يا أخي ، فإنها كارثة كبرى على المسلمين ، وهذه عاقبة الظن الذي حذرنا الله منه ، فالظن لا يأتي أبدا بخير ، فالمصدر الذي أسموه الصحيح لم يأت من عند الله ، إنما هو من صنع البشر ، إذن فهو مصدر الظن ، ومن تبعه فهو يتبع الظن ، إذن فنحن نرى بأعيننا بأن إخواننا المسلمين أصبحوا يتبعون الظن وهم يشهدون عليه ، وهذا هو الضلال الكبير ، فماذا تريد بعد هذا وأنت ترى بأنك تتبع الظن ، وقد تركت ما أنزل الله إليك ، فكيف ستواجه الله يوم القيامة وهو الذي أنزل إلينا يقول ( ... وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً ... ) فاعلم أخي المسلم أننا ننصحك لوجه الله بأن تعود إلى كتاب الله وحده لا تشرك به شيئا .


أسئلة
ــ هل نهى الله عن اتباع الظن أم لا ؟
ــ هل المصدر الثاني للتشريع عند المسلمين هل هو من اتباع الظن أم لا ؟

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى